عن ال باتشينو .. اتحدث

عن ال باتشينو اتحدث ..
العبقري ده يعتبر هو اكثر الناس في الكون براعة في التمثيل -من وجهة نظري- مافيش دور مايعرفش يعمله..اي فيلم فقير في الانتاج او فقير في القصة بيحوله لتحفة فنية بمجرد ظهوره على الشاشة لكن في الكام سطر الي جايين دول انا هتكلم عن اكتر ادواره الي تعبت اعصابي من كتر الابداع والجمال .. ايه يا جدع ده
الاول : مايكل كورليوني .. سلسلة افلام الاب الروحي The Godfather
 العبقرية هنا بقه بتتجسد في اداء ال باتشينو لمراحل تحول شخصية كورليوني .. من انسان رومانسي حساس كاره للجريمة وعايش مع عائلة بيعتبرها بترتكب كل الموبقات الي تلطخ اسمها .. بيحب الاخت الصقلية الغلبانة الجميلة وعاشق لتراب رجلها الى انسان عديم الرحمة ممكن يفتك بأقرب الناس ليه حتى اخوه وجوز اخته الي كان صديقه المقرب لمجرد الحفاظ على تاريخ ومصالح نفس العيلة الي كان كارها من شوية !!
لو عايز تعرف عبقرية اداء ممثل متمكن اوي من اداءه في سلسلة الافلام دي وبالذات في الجزء التاني ..اتفرج على الفيلم تاني وما تركزش غير في عنين الدون مايكل و تعبيرات الوجه الصامتة الباردة .. ايه ده يا اخي .. ازاي ممثل يقدر يتلبس الشخصية بالشكل ده ويخلي عينه يخرج منها التعبير البارد الي يوصلك كل الي انت عايز تعرفه بس بدون حرف ولا حتى نفس .. حتى لما كان بيلاعب اولاده او في المشهد العبقري الي سبق مشهد قتله لجوز اخته !!!
لو كان الجزء الثالث تجاري حبتين ومش قد كده لكن احب انبهك ان مشهد قتل بنته مشهد يستحق يسمى انهيار الدون .. الدون الي قتل مئات بدم بارد وبنظرة باردة معدومة الرحمة وهو بيصرخ بعزم نفسه على بنته!!
الثاني : توني مونتانا .. فيلم الوجه ذو الندبة Scarface
تقدر تقول ان فيلم سكارفيس (الوش ابو بشلة بالبلدي يعني ) من احد علامات السينما العالمية ..كل من شاف الفيلم ده قال انه اهم فيلم بيؤرخ لفترة عصابات المخدرات الي انشأها المهاجرين الكوبيين والكولومبيين في فلوريدا ..
انسان سايكوباتي .. فوضوي .. عصبي .. طول الوقت بيتحرك في الفيلم بمنتهى العصبية عامل زي القط السيامي..استعداد دام لعمل اي شئ مقابل انه يتحول من مهاجر كوبي فقير عايش تحت الصفر دخل امريكا بحجة دعم امريكا لحقوق الانسان المنتهكة من نظام كاسترو الشيوعي لواحد من اكبر تجار المخدرات في الساحل الشرقي
الغريب ان عبقرية ال باتشينو هنا ظهرت في انسانية الشخصية !! اه والله .. التحول من المجرم السفح ده لانسان طبيعي خايف على عيلته الكريمة وبالذات اخته المنحرفة –الي كان هو سبب رئيسي في تدمير حياتها-
طبعا لما حاول الاخ طارق العريان يمصر الفيلم ده مالقاش غير العبقري بتاعنا احنا .. احمد زكي عشان يجسد الشخصية المشابهة لتوني مونتانا في فيلم الامبراطور .. اه احمد زكي كان مبدع الله يرحمه بس برضه يفضل الال ال والله
الثالث : فرانك سليد .. فيلم عطر امرأة Scent of a Woman

خش عالتقيل بقه .. ال باتشينو يجسد شخصية الكونونيل المتقاعد.. الي وياللهول كفيف ما بيشوفش ..صريح جدا وعسكري جدا في كلامه .. مفيش اي نوع من انواع المجاملة غير مع الستات طبعا -واضح من اسم فيلم ان عطر المرأة هيلعب دوره- قست الحياة عليه جدا واكل عليه الزمان وشرب .. الراجل يوم ما راح يزور عيلة اخوه قابلوه بمنتهى البرود .. منطقهم البراجماتي العنيف .. احنا هنعمل ايه يعني براجل عجوز عسكري صارم فظ وصريح زيادة عن اللزوم .. اهو ده بقه الشخص الي مشكلته فعلا الصراحة والحزم ..  الغريبة بقه انه حافظ كل انواع وسنوات تصنيع كل العطور النسائية .. من اول ما يقابل الست من دول يقوم لاطعها اسم البرفان ونوعه وسنة تصنيعه !!!
ويقابل تشارلي .. ولد يتيم بيدرس في كلية علوم عسكرية ويقرر انه يرعاه .. هيديله كل الرصاصات الي في المسدس الخاص عشان الاكتئاب ما يخليهوش يقتل نفسه في يوم من الايام .. بس بعد كل الضغط والعصبية والحياة المسودة الكئيبة يقرر في مشهد انفجار انه يقتل نفسه ولما الواد الغلبان تشارلي يطلب منه يحافظ على حياته زي ما قاله قبل كده رد عليه بمنتهى العبقرية .. "أى حياة ؟؟! ليس لى حياة ! أنا فى الظلام هنا ! أتفهم ؟؟ أنا فى الظلام !"
طيب نيجي للتمثيل .. الرجل ده من اقوى اسلحته نظرات عينه الي بتوصل كل الاحاسيس الداخلية وتقنعك بأي كلام هيقوله .. طيب هيعمل ايه هنا وهو كفيف ؟؟
اولا في عبقرية في تثبيت نظرة العين عشان يبقى كفيف رسمي .. ثانيا هنا بقه نركز على استخدام الاداة المهمة التانية الي بيتميز بيها ال باتشينو وبالذات بعد ما كبر .. نبرات وطبقات الصوت .. الصوت المميز الي لو سمعته حتى لو مش بتتفرج هتعرف انه صوت ال باتشينو لكن التركيز هنا كان ضروري اوي اوي .. ضروري عشان يوصلك الاحاسيس والتعبيرات ومراحل التعامل مع الحياة باهمال .. وبطيبة .. وبعنف .. وبكراهية .. وحتى برقة مع الستات ذوي العطور الشانيل .. تركيز يوصل صاحبه للاوسكار بلا منازع .. دا حتى حسب مقولة الراجل الطيب روبرت دي نيرو:
"في العام 1992 لم يكن احد يحلم بالاوسكار ولا حتى مجرد حلم .. لقد كان( ال ) هناك ولن يوقفه الموت حتى"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق